استعدادات السعودية لاستقبال حجاج بيت الله الحرام

مع اقتراب موسم الحج وعيد الاضحى تعمل مختلف القطاعات بالسعودية على إنهاء استعداداتها لاستقبال الحجاج من الخارج بعد عامين من توقفه، بسبب جائحة فيروس كورونا والإجراءات التي تم تطبيقها.
وتعمل السعودية على بذل كل جهد لضمان تغطية احتياجات الحجاج وتقديم التسهيلات لهم، عبر برامج معدة مسبقة، وخطط أمنية، وبمشاركة آلاف الموظفين سواء من قطاعات الأمن، أو وزارة الحج والعمرة، أو رئاسة شؤون الحرمين.
وقررت السلطات السعودية رفع عدد حجاج موسم حج هذا العام إلى مليون حاج من داخل المملكة وخارجها، وفقاً للحصص المخصصة للدول، مع الأخذ بالتوصيات الصحية.
وحددت وزارة الحج ضوابط تنص على أن يكون حج هذا العام للفئة العمرية أقل من 65 عاماً، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات فيروس كورونا المعتمدة في وزارة الصحة السعودية
اعتمد وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن عبد العزيز، (الاثنين 6 يونيو الجاري)، الخطة العامة للطوارئ بالحج لهذا العام، التي يشارك في تنفيذها مختلف الجهات الحكومية، إضافة إلى الخطة الأمنية العامة لمهام ومسؤوليات الأمن العام لإقامة مناسك الحج.
وتشمل الخطة، وفق مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان بن عبد الله العمرو، جميع تدابير الدفاع المدني اللازم اتخاذها لمواجهة المخاطر المحتملة في كل من (العاصمة المقدسة ـ والمشاعر المقدسة ـ والمدينة المنورة).
كما راعت الخطة الأمنية الجوانب الأمنية والتنظيمية والمرورية والإنسانية، بما يحقق تطلعات القيادة في تسخير جميع الإمكانات لتمكين الحجاج من أداء نسكهم وعباداتهم بأمن
وستستقبل السعودية 268 رحلة دولية من وإلى 15 مركزاً حول العالم، ومحلياً ستسير الخطوط السعودية 32 رحلة من وإلى ست محطات.
وضمن الاستعدادات، قررت المملكة منع قبول الركاب حاملي تأشيرات الزيارة من 9 يونيو الجاري حتى 9 يوليو المقبل، إلى مطارات جدة والمدينة المنورة وينبع والطائف
دوره أكد وزير الحج والعمرة، د. توفيق الربيعة، أن موسم حج هذا العام سيستوعب مليون حاج، والاستعدادات قد اكتملت.
ووفقاً لما نشرته صحيفة “سبق” السعودية (الاثنين 6 يونيو الجاري) قال الربيعة: إن “الوزارة تعمل على ضمان صحة الحجاج خلال هذا العام، وأن التقنيات الرقمية ستساعدنا في تنظيم حج هذا العام بشكل مثالي”.
من جهة اخرى فعلّت السلطات أيضاً نظام المسار الإلكتروني لحجاج الداخل، وهو عبارة عن أنظمة وبيانات في بوابة إلكترونية متطورة لعرض مختلف برامج الخدمة التي تعرضها شركات ومؤسسات حجاج الداخل.من
ومن خلال المسار تؤمن وزارة الحج والعمرة السعودية للراغبين في الحج اختيار ما يناسبهم من برامج الحج، وتتيح لهم التعاقد إلكترونياً مع الشركات والمؤسسات على الخدمات المختلفة.
من جهة اخرى اقدمت وزارة الحج والعمرة على موقعها الإلكتروني مبادرة خاصة بعنوان “كن عوناً”،
وهي مبادرة تعنى بالتطوع في فترة الحج، وذلك لتنظيم عملية التطوع وتحقيق الاستفادة القصوى من جهود المتطوعين وضمان جودة الخدمات التطوعية للحجاج.
وضمن الاستعدادات لاستقبال موسم الحج، أطلقت أيضا وزارة الداخلية السعودية
مبادرة “طريق مكة”، لخدمة الحجاج في 5 دول عربية وإسلامية.
وتأتي المبادرة ضمن برامج رؤية السعودية 2030، وشملت دول باكستان وماليزيا وإندونيسيا والمغرب وبنغلاديش.
وتهدف المبادرة، وفق الداخلية السعودية، إلى استقبال ضيوف الرحمن، وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار التأشيرة إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، ومروراً بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية.
وتعمل المبادرة على ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.
ومع عودة استقبال حجاج الخارج إلى المملكة يتوقع أن تعود معه الإيرادات الكبيرة، وإعادة تشغيل المحال التجارية، وتحقيق أرباح لقطاعات النقل، وشركات تقديم الطعام.
ويدر موسم الحج مليارات الدولارات على السعودية، ويساهم في تنويع مصادر التمويل للاقتصاد السعودي، بعيداً عن النفط، وذلك تطبيقاً لـ”رؤية 2030″، التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان.
ويعد موسم الحج من الروافد الاقتصادية المهمة للسعودية، حيث وضعته “رؤية 2030” هدفاً يقضي برفع الطاقة الاستيعابية لضيوف الرحمن إلى 30 مليون معتمر بحلول 2030.
ويبلغ متوسط إنفاق الحاج في الداخل 7 آلاف ريال سعودي (1866 دولاراً)، فيما يبلغ إجمالي تكلفة الحج بالنسبة للشخص الواحد من حجاج الخارج بين 4 و5 آلاف دولار في المتوسط، وقد يشهد زيادة خلال الموسم القادم، بسبب الإجراءات الجديدة.
وينعش حجيج الخارج قطاعات عدة أبرزها تجارة اللحوم (ذبح الهدي)، والمواصلات، والمطاعم، وغيرها من المجالات التي تدر إيرادات كبرى للبلاد، كما يسهم هؤلاء الحجاج في رفع الطلب على الريال السعودي بقوة في مختلف بلدان العالم.
وستوفر عودة الحجاج آلاف الوظائف للسعوديين والوافدين، وفق تقديرات غير رسمية، تشمل قطاع الخدمات مثل مرافقة الحجاج، وحراسة المخيمات، وقيادة المركبات، وأعمال النظافة، وكذلك قطاعات النقل، والضيافة، والتغذية، والتجارة، والتسويق.
وحول الإيرادات المتوقعة لعودة موسم الحج على الاقتصاد السعودي، يؤكد الباحث الاقتصادي عبد الواحد العوبلي، أن تعليق العمرة وتقليص الحج خلال الأعوام الماضية، حرم المملكة من حوالي 12 مليار دولار سنوياً.
وتعد تلك الإيرادات السنوية، وفق حديث العوبلي لـ”الخليج أونلاين”، المصدر الثاني للدخل في السعودية بعد النفط، لذلك فإن عودة الحج لهذه السنة سوف تعيد هذا المصدر الهام للدخل للميزانية السعودية ويساعدها في ردم فجوة العجز الحاصل في الموازنة للعام 2022 والذي بلغ 13.8 مليار دولار.
وستساهم عودة موسم الحج واستقبال حجاج الخارج، حسب العوبلي، في إعادة إنعاش عدة قطاعات في السعودية من ضمنها السياحة والنقل الجوي والبري والعقارات ويخلق فرص عمل واستثمارات جديدة في هذه المجالات.
ومن المتوقع أن يدر موسم الحج والعمرة، كما يوضح العوبلي، أكثر من 150 مليار دولار أمريكي من الدخل للسعودية على مدى السنوات الخمس المقبلة، ويخلق أكثر من مئة ألف وظيفة أخرى مرتبطة بالحج مباشرة.